بقعة زيت تفسد على المواطنين فرحة العيد بشمال أسوان.. والشبهات تحوم حول مصنع اللب.. وشرطى يحاول الشرب من الترعة فيلقى مصرعه
الأحد، 28 أكتوبر 2012 - 10:49
صورة أرشيفية
أسوان - صلاح المسن
شهد الجزء الشمالى من محافظة أسوان التابع لمركز إدفو، والذى يضم
البصيلية والسباعية، مساء السبت، كارثة بيئية حقيقية، بعد تسرب بقعة زيتية
يصل قطرها 5 كيلو مترات بالمجرى الملاحى لنهر النيل، حيث أكد المهندس محمد
مصطفى، السكرتير العام لمحافظة أسوان، أنه فور حدوث ذلك تم وقف ضخ مياه
الشرب عن محطتى مياه الزوايدية والشماخية بمدينة البصيلية شمال أسوان
بإدفو، وذلك بعد اكتشاف بقعة الزيت فى النيل بالمنطقة بين المحطتين، لافتاً
إلى أنه على الفور تم تشكيل لجنة من مسئولى المحليات والصحة والبيئة
والمسطحات المائية، بالإضافة إلى شركة مياه الشرب بإدفو التى قامت بإجراء
التحاليل اللازمة للبقعة؛ لتحديد كثافتها ومصدرها، مؤكدا توقف معدات النقل
النهرى عن نقل المواد البترولية عبر المجرى النهرى.
وأضاف محمد مصطفى أن أقرب منشأة صناعية لهذه المنطقة هى مصنع سكر إدفو
بمسافة 30 كم، حيث ستقوم اللجنة بالتحقق من مصدر البقعة لاتخاذ الإجراءات
اللازمة من خلال وزارة البيئة، مشيراً إلى أنه سيتم استئناف ضخ مياه الشرب
بمحطة الزويدية، والتى تصل قدرتها إلى 100م3 فى الساعة، وأيضاً محطة
الشماخية التى تصل قدرتها إلى 150م3 فى الساعة بمجرد تحرك البقعة من
المنطقة المتواجدة بين المحطتين لتأمين صحة المواطنين بمدينة البصيلية
والقرى المجاورة لها، والتى يقطن بها حوالى 40 ألف نسمة.
وتابع مصطفى بأنه سيتم اتخاذ نفس الإجراءات فى محطات الشرب المغذية لمدينة
السباعية مع إبلاغ محافظة الأقصر لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لتوقع تحرك
بقعة الزيت إلى مركز إسنا المجاور لها، كما تم توجيه رئيس مركز البصيلية
ورئيس شركة المياه إلى مد الأهالى بمياه الشرب عن طريق سيارات وفناطيس
المياه لحين إعادة تشغيل محطات مياه الشرب.
وكانت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان قد حررت محضرا مساء أمس، السبت،
بمركز شرطة إدفو اتهمت فيه مصنع لب الورق بإدفو بأنه هو مصدر بقعة الزيت،
صرح بذلك المهندس جمال أحيد، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان،
مضيفا أنه جار أخذ عينات من النيل للتأكد من سلامة المياه.
وفى سياق متصل سادت حالة من الاستياء مدن السباعية والبصلية بمركز إدفو
شمال أسوان؛ بسبب إغلاق مرشحات مياه الشرب لتجنب تداعيات بقعة الزيت.
وذكر عدد من المواطنين لـ"اليوم السابع" أنه لا يوجد لديهم مخزون مياه شرب
لتأخر التنبيه عليهم، وخاصة بمنطقة جنوب المدينة، والتى تضم حى قدرى عثمان
وحى جامع الزهراء والشيخ تاج، مطالبين بتوفير احتياجاتهم من الماء بشكل
سريع لحين ضخ المياه بجانب توفير مياه للمخابز، كى تعمل فى مواعيدها، وحتى
لا يتعلل أصحابها بعدم وجود مياه، بالإضافة إلى مد نقطة الإطفاء بالسباعية
بالمياه، تحسبا لأى ظروف طارئة.
بينما صرح صابر سند، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إدفو، لـ"اليوم
السابع"، بأن بقعة الزيت التى ظهرت بالنيل ظهر اليوم تفتت، وغادرت منذ قليل
مدينة السباعية غرب. وتحركت تجاه مركز إسنا التابعة للأقصر مشيرا إلى أنه
جار سحب عينات من النيل، وتحليلها بشكل مستمر، تمهيدا لإعادة تشغيل محطات
مياه الشرب، لافتاً إلى تكثيف الجهود لمعرفة مصدر بقعة الزيت.
من ناحية أخرى طالب ائتلاف شباب الثورة بالسباعية مساء اليوم بضرورة الكشف
عن مصدر بقعة الزيت تقريبا، وطالب الائتلاف باحتواء الآثار المترتبة على
ظهور تلك البقعة، وكذلك تقدير حجم الخسائر، كما أنتقد الائتلاف حالة
الإهمال التى أدت إلى ظهور تلك البقعة.
على سياق ذى صلة حذر الائتلاف من التراخى فى محاسبة المنشأة أو المركبة التى كانت وراء تسرب تلك البقعة الزيتية.
وكان إخطار قد وصل إلى اللواء أبو بكر الصوفى، مدير أمن أسوان، بغرق أحد
أفراد كمين السباعية الزراعى، حيث هرعت عدة قيادات شرطية لمكان الحادث،
وأشرفت على عملية نقل الجثة، وكشفت التحريات أنه أثناء محاولة فرد الأمن
ملىء جركن من مياه ترعة النمسا بالسباعية؛ بسبب انقطاع مياه الشرب، حيث
جرفته المياه، ولم يستطع المقاومة، ولفظ أنفاسه على الفور، كما أكدت
التحريات عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث.