شيعت قرية منية مسير التابعة لمركز كفر الشيخ وسط مشهد مهيب صباح اليوم فى تمام الساعة الخامسة جثمان الشهيد الشرطى وليد إبراهيم رزق 29 سنة وسط جنازة عسكرية بحضور اللواء صلاح عكاشة مدير الأمن واللواء أسامة متولى نائب مدير الأمن واللواء أمجد عبد الفتاح مدير البحث الجنائى ومأمور مركز كفر الشيخ ولفيف من قيادات مديرية أمن كفر الشيخ وعدد من الشعبيين والآلاف من أهالى قرية مسير ومنية مسير، وسط مشهد ملئ بالدموع والحزن.
وأدى أهالى القرية صلاة الجنازة على الشهيد ثم عزفت الموسيقى العسكرية وأطلق أفراد الشرطة الطلقات النارية احتفاءً بالشهيد ثم جرت مراسم دفن الشهيد.
وكاد أحد الملتحين أن يتسبب فى مشادات عندما قال أثناء دفن الشهيد "إن من مات من أجل الوطن ليس شهيداً لأن عينه سهرت للوطن ولم تسهر لله والشهيد فقط من مات فى سبيل الله والرسول صلى الله عليه وسلم لم تعزف له الموسيقى فلا يجوز عزف الموسيقى للميت" ولكن عددا كبيرا من الملتحين طلبوا منه الكف عن الكلام مؤكدين له أن وليد شهيد مات فى سبيل وطنه وبعدها عزفت الموسيقى العسكرية.
وتوجه الشيخ "إبراهيم العتربى" لمدير الأمن ونائبه وأفراد الشرطة يحييهم على ما فعلوه وأعتذر لهم، مؤكدا أن الله شرفنا باستشهاد وليد فمنذ 1973م لم تتشرف منية مسير بشهيد فكان استشهاده شرفا لنا، وأضاف نشكر مدير الأمن وكل أفراد الأمن على ما بذلوه حتى يدفن شهيدنا.
وأكد فرج السماحى من القيادات الشعبية أن الشهيد وليد من الشباب المحبوب فى القرية وأنه لم يحدث يوماً أن خاصم أو تشاجر مع أحد فكان طيب القلب محبوبا وأن منية مسير تشرفت باستشهاده.
وأكد إبراهيم رزق والد الشهيد أن ابنه من أطيب أهل القرية لم يغضبنى يوماً ولم يعصانى وآخر مرة رأيته فيها فى عيد الأضحى وقبل وفاته بساعة اتصل بى يطمئن على وطلب منى الدعاء له فشعرت أن أمراً سيحدث له فدعوته له وبعدها بساعات سمعت خبر استشهاده خاصة أن هناك مجندا من أهل القرية بالعريش.
وأضاف "أنا ووالدته نحمد الله على استشهاده وأتمنى من الله قبوله من الشهداء، موضحا أن وليد لم يكمل تعليمه فحصل على الشهادة الإعدادية والتحق بالوظيفة فى جهاز الشرطة منذ 10أشهر فقط.
وتابع الوالد "وليد كان يساعدنى فى زراعة أرضنا خاصة أنه الأكبر، ولدى ولدان سيد ومحمد وبنتان أحداهما متزوجة.
وقال أحمد غنيمى من أهالى القرية إن وليد كان من الشباب المحبوب فى قريتى مسير ومنية مسير وأحد اللاعبين المعدودين على الأصابع وكان محباً للنادى الأهالى وقبل سفره يوم العيد كنا نتحدث عن مباراة الأهلى والتى ستلعب اليوم مع الترجى التونسى وكان يتمنى أن يفوز الأهلى لتعصبه له ولمصر وكان وطنياً من الطراز الأول.
وقال سيد شقيق الشهيد إن وليد كان أحب الناس لقلب والده ووالدته كان رحمه الله أفضل منا جميعاً لذلك نال رضى والده ووالدته ونال الشهادة وأتمنى أن أنالها مثله.
وكان وليد إبراهيم رزق قد استشهد مساء أمس ضمن شرطيين ومجند وأصيب أمين شرطة من قوة شرطة نجدة العريش بشمال سيناء أثناء مرور قوة أمنية تابعة لشرطة النجدة بالعريش بمديرية أمن شمال سيناء لتفقد الحالة الأمنية بمنطقة جسر الوادى فوجئت القوة بسيارة مجهولة يستقلها عدة أشخاص قاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاههم فقامت القوة على الفور بمبادلتهم إطلاق الأعيرة النارية، وأسفر ذلك عن استشهاد كلٍ من الشرطى وليد إبراهيم رزق والشرطى عصام عبد الحميد يونس والمجند محمد السيد عبد العال.
وأصيب أمين الشرطة علاء محمد نور الدين البدرى بطلقات نارية فى الكتف، وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم وأمر اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية بتشييع جثامين الشهداء عسكرياً وتوفير كافة أوجه الرعاية لأسر الشهداء والمصاب.