أيها الظالم
(( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً
الكهف
لماذا يسعى الإنسان في كثير من الاحيان إلى ظلم من حوله ؟
ومقابلة الإحسان وحسن الظن ، بالإساءة وسوء الظن ،،
لماذا نجد في لحظة من اللحظات ،، أننا وضعنا ثقتنا فيمن لا يستحق ،،
وبدل من التناسي ومحاولة فتح صفحة جديدة في حياة البشر ،
نراهم يبذلون جهدهم في الإساءة ، والظلم ، والقذف ، والكره ، !!
( وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) البقره231
أيها الظالم ألا تخاف عذاب الله
ألم يخطر ببالك أنه سينقلب عليك يوما ً ؟ فيك وفي أهل بيتك ؟
قال تعالى :
( فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ ) الزمر 51
وقال أيضا: ( يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما )
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((الظلم ظلمات يوم القيامة)) رواه مسلم .وقال أيضا: ((اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب)) متفق عليه.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلـوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
فلا تظن أيها الظالم القوي المستبد أن الله لا سينتقم منك لهؤلاء ويبيتون يدعون عليك والله يعلم ما كان منك وما يكون منك وماالله بغافل عما تعملون .
المساكين الذين يصبحون ساخطين عليك،
واحذر أيها الظالم يوم الأذان، وقد روي أن طاووس بن كيسان دخل على هشام بن عبد الملك،
فقال له:إني أحذرك يوم الأذان
فقال هشام: وما يوم الأذان؟،
قال طاووس:
وأذن مؤذن بينهم أن لعنةالله على الظالمين فصعق هشام بن عبد الملك.
وقيل لما حبس خالد بن برمك وولده،
قال: يا أبتي بعد العز صرنا في القيد والحبس،
فقال: يا بني دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها:
قال بعض السلف: لا تظلمن الضعفاء فتكون من الأشرار الأقهار
فاتق دعوة المظلوم يا ظالم فإنها ليس بينهما وبين الله حجاب، يرفعها الله فوق الغمام
ويقول:
((وعزتي وجلالي لأنصرنك، ولو بعد حين))
فكيف ستعيش؟ أو إلى أين تهرب إذا كان الله خصمك وحجيجك
وأخيرا:
احفظ ياأخي/ياأختي/ رحمكم الله يدك ولسانك وسائر جوارحك ،عن أذية الناس
ولا تبع دينك بعرض من الدنيا قليل واقنع بما قسم الله لك
ولا تبغ الفساد في الأرض ولا تكن جبارا سفاكا،
فإنما بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين
بما أعده الله الطائعين والعاصين من النعيم المقيم، أو العذاب
الأليم وإذا قدرت على الظلم فتركته لله،
واستطعت أن تجمع المال من الحلال ولم تمدّ عينيك إلى ما نهاك الله عنه
كنت مؤمنا حقا، وممتثلا قوله تعالى:
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أسأل الله أن ينجينا جميعا من ظلم العباد
ون يجعلنا أتقياء أسوياء
أخفياء في الأرض
غفر الله لي ولكم
كونوا بخير
[center]