منتديات سلاش نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فوائد عظيمة من معظم السور

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ريحانة الوادى
عضو فضى
عضو فضى
ريحانة الوادى


المزاج : فوائد عظيمة من معظم السور  8010
الدولة : فوائد عظيمة من معظم السور  Egypt10
النوع : انثى
مشاركات : 490
تاريخ التسجيل : 03/11/2012

فوائد عظيمة من معظم السور  Empty
مُساهمةموضوع: فوائد عظيمة من معظم السور    فوائد عظيمة من معظم السور  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 06, 2012 9:30 am

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
باسم الله الرحمن الرحيم


إن
الحمدَ لله نحمدُه ونستعينهُ، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرورِ
أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا. من يهدِه اللهُ فلا مضلَ له، ومن يضلِلْ فلا
هاديَ له، وأشهدُ أن لا إِلـهَ إِلاَّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن
محمداً عبدُه ورسولُه صلَّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعهم
بإِحسانٍ إلى يومِ الدين وسلَّم تسليماً.
و الان و لنجتمع في اكليلنا اخترت لكم سلسة اسال الله ان تكون نافعة تحت عنوان "من كل سورة فائدة" هو كتاب الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري ........... ساعمل باذنه على انتقاء ما ينفعكم و باختصار و كله
منافع لننهل من خيرات هذا الكتاب العظيم
و في الختام اسال الله تعالى ان يجعل هذا العمل خاااالصا
لوجهه سبحانه و ينفعني و اياكم به انه جواد كريم
و صلى الله و سلم على نبيه و على اله و صحبه و
من تبعهم باحســان الى يوم الدين
نستهل سلسلتنا بفاتحة الكتاب

سورة الفاتحة
فوائد عظيمة من معظم السور  Images?q=tbn:ANd9GcT0E9lrcU127zO_faynue8v37d_SNpOSiSKnJxGgHZM0AHbjwzp
اشتمالها على شفاء القلوب و شفاء الابدان
خلق الله الانسان ضعيفا للتتقوى صلته بالقوي المتين سبحانه فيطلبه
عند الضعفو يستعين به عند العجز وكان من ضعف اانسان و انزعاج فلبه و
اضطرابه ووحشته فجعل الله في دكره سبحانه سكينة و طمئنينة و راحة النفس
فكان القران شفاءا للقلوب و الابدان
1- شفاء سورة الفاتحة للقلوب
بعد ان عرفنا ان القران كله شاف للقلوب فلنعلم ان الله عز
وجل خص صورا و ايات من كتابه بزيادة في خاصية الشفاء و التاثير منها سورة
الفاتحة ذكر فيها تعالى المنعم عليهم اصحاب الصراط الذين عرفوا الحق و
عملوا به و قابلهم بمن انحرف عن ذلك من اليهود الذيم عرفوا الحق و لم
يعملوا به و من النصارىالذين لم يعرفوا الحق بسبب الشبهات قال ابن القيم
رحمه الله اما اشتمالها على شفاء القلوب فأما اشتمالها على شفاء القلوب :
فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين
: فساد العلم ، وفساد القصد .

ويترتب عليهما داءان قاتلان ، وهما الضلال والغضب ، فالضلال نتيجة فساد
العلم ، والغضب نتيجة فساد القصد ، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب
جميعها ، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال ، ولذلك كان
سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد ، وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل
صلاة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة ، ولا يقوم غير هذا السؤال
مقامه .
و قال في زاد المعاد و بالجملة فما تضمنته الفاتحة من اخلاص العبودية و
الثناء على الله و تفويض الامر كله اليه و الاستعانة به و التوكل عليهو
سواله مجامع النعم كلها و هي الخداية التي تجلب النعم و تدفع النقم
ولا شفاءمن هذا المرض الا بدواء اياك نعبد و اياك نستعين فاذا ركبها الطبيب
و استعملها المريض حصل الشفاء التام و ما نقص من الشفاء فهو لفوات جزء من
اجزائها
ثم ان القلب يعرض له مرضان عظيمان ان لم يتداركهما تراميا به الى التلف و
هما الرياء و الكبر وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اياك نعبد
تدفع الرياء و اياك نيتعين تدفع الكبرياء فاذا عوفي منها و من مرض الظلال ب
اهدنا الصراط المستقيم عوفي من امراضه و اسقامه و تمت عليه النعمة
2-شفاء سورة الفاتحة للابدان
جرى كثير من المتأثرين بالتمدن المقلين منمطالعة كتب السلف
على إنكار معالجة البدن بالقرآن و الأذكار المسنونة؛ توهما منهم أن ذلك ضرب
من الخرافة، وأن فيه تشجيعا على الخمول والركون إلى الكهنةو نظرا لقلة
عنايتهم بالسنة و جرأتهم على الشريعة باستعمال عقولهم في كل شيئ ظنوا أن
الأمراض الحسية لا تداوى إلا بالأدوية الحسية، و تكلم ابن القيم على
الإستشفاء الحسي بالفاتحة، فذكر حكمه ودليله بما لا مرد له، فقال في "مدارج السالكين"(1_55):((
وأما تضمنها لشفاء الأبدان فنذكر منه ما جاءت به السنة و ما شهدت به قواعد
الطب و دلت عليه التجربة،فأماما دلت عليه السنة، ففي الصحيح من حديث أبي
المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري (أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم مروا بحي من العرب، فم يقروهم و لم يضيفوهم، فلدغ سيد الحي، فأتوهم فقالوا:هل عندكم من رقية أو هل فيكم من راق؟ فقالوا:نعم
و لكنكم لم تقرونا، فلا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم على ذلك
قطيعا من الغنم، فجعل رجل منا يقرأ عليه بفاتحة الكتاب، فقام كأن لم يكن به
قلبة، فقلنا:
لاتعجلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم،فأتيناه فذكرنا له ذلك، فقال: ما يدريك أنها رقية ؟ كلوا واضربوا لي معكم بسهم)

،فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه،فأغنته عن
الدواء، وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء، هذا مع كون المحل غير
قابل ؛ إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين أو أهل بخل و لؤم، فكيف إذا كان المحل قابلا؟)) فهذا صريح في التداوي بالقرآن لداء حسي بحت، ألا و هو لدغة العقرب، كما أن التجارب شهدت بصدقه، قال ابن القيم أيضا(1/57-58):((
وأما شهادة التجارب بذلك، فهي أكثر من أن تذكر، وذلك في كل زمان، وقد جربت
أنا من ذلك في نفسي و في غيري، و لا سيما مدة المقام بمكة، فإنه كان عرض
لي آلام مزعجة بيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره،
فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم، فكأنه حصاة تسقط جربت
ذلك مرارا عديدة )).










السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
باسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمدَ لله نحمدُه ونستعينهُ، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا. من يهدِه اللهُ فلا مضلَ له، ومن يضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إِلـهَ إِلاَّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه صلَّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعهم بإِحسانٍ إلى يومِ الدين وسلَّم تسليماً.
و الان و لنجتمع في اكليلنا اخترت لكم سلسة اسال الله ان تكون نافعة تحت عنوان "من كل سورة فائدة" هو كتاب الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري ........... ساعمل باذنه على انتقاء ما ينفعكم و باختصار و كله
منافع لننهل من خيرات هذا الكتاب العظيم
و في الختام اسال الله تعالى ان يجعل هذا العمل خاااالصا
لوجهه سبحانه و ينفعني و اياكم به انه جواد كريم
و صلى الله و سلم على نبيه و على اله و صحبه و
من تبعهم باحســان الى يوم الدين
نستهل سلسلتنا بفاتحة الكتاب

سورة الفاتحة

اشتمالها على شفاء القلوب و شفاء الابدان
خلق الله الانسان ضعيفا للتتقوى صلته بالقوي المتين سبحانه فيطلبه عند الضعفو يستعين به عند العجز وكان من ضعف اانسان و انزعاج فلبه و اضطرابه ووحشته فجعل الله في دكره سبحانه سكينة و طمئنينة و راحة النفس فكان القران شفاءا للقلوب و الابدان
1- شفاء سورة الفاتحة للقلوب
بعد ان عرفنا ان القران كله شاف للقلوب فلنعلم ان الله عز وجل خص صورا و ايات من كتابه بزيادة في خاصية الشفاء و التاثير منها سورة الفاتحة ذكر فيها تعالى المنعم عليهم اصحاب الصراط الذين عرفوا الحق و عملوا به و قابلهم بمن انحرف عن ذلك من اليهود الذيم عرفوا الحق و لم يعملوا به و من النصارىالذين لم يعرفوا الحق بسبب الشبهات قال ابن القيم رحمه الله اما اشتمالها على شفاء القلوب فأما اشتمالها على شفاء القلوب : فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين : فساد العلم ، وفساد القصد .

ويترتب عليهما داءان قاتلان ، وهما الضلال والغضب ، فالضلال نتيجة فساد العلم ، والغضب نتيجة فساد القصد ، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها ، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال ، ولذلك كان سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد ، وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة ، ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه .
و قال في زاد المعاد و بالجملة فما تضمنته الفاتحة من اخلاص العبودية و الثناء على الله و تفويض الامر كله اليه و الاستعانة به و التوكل عليهو سواله مجامع النعم كلها و هي الخداية التي تجلب النعم و تدفع النقم
ولا شفاءمن هذا المرض الا بدواء اياك نعبد و اياك نستعين فاذا ركبها الطبيب و استعملها المريض حصل الشفاء التام و ما نقص من الشفاء فهو لفوات جزء من اجزائها
ثم ان القلب يعرض له مرضان عظيمان ان لم يتداركهما تراميا به الى التلف و هما الرياء و الكبر وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اياك نعبد تدفع الرياء و اياك نيتعين تدفع الكبرياء فاذا عوفي منها و من مرض الظلال ب اهدنا الصراط المستقيم عوفي من امراضه و اسقامه و تمت عليه النعمة
2-شفاء سورة الفاتحة للابدان
جرى كثير من المتأثرين بالتمدن المقلين منمطالعة كتب السلف على إنكار معالجة البدن بالقرآن و الأذكار المسنونة؛ توهما منهم أن ذلك ضرب من الخرافة، وأن فيه تشجيعا على الخمول والركون إلى الكهنةو نظرا لقلة عنايتهم بالسنة و جرأتهم على الشريعة باستعمال عقولهم في كل شيئ ظنوا أن الأمراض الحسية لا تداوى إلا بالأدوية الحسية، و تكلم ابن القيم على الإستشفاء الحسي بالفاتحة، فذكر حكمه ودليله بما لا مرد له، فقال في "مدارج السالكين"(1_55):(( وأما تضمنها لشفاء الأبدان فنذكر منه ما جاءت به السنة و ما شهدت به قواعد الطب و دلت عليه التجربة،فأماما دلت عليه السنة، ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري (أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم مروا بحي من العرب، فم يقروهم و لم يضيفوهم، فلدغ سيد الحي، فأتوهم فقالوا:هل عندكم من رقية أو هل فيكم من راق؟ فقالوا:نعم و لكنكم لم تقرونا، فلا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم على ذلك قطيعا من الغنم، فجعل رجل منا يقرأ عليه بفاتحة الكتاب، فقام كأن لم يكن به قلبة، فقلنا: لاتعجلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم،فأتيناه فذكرنا له ذلك، فقال: ما يدريك أنها رقية ؟ كلوا واضربوا لي معكم بسهم) ،فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه،فأغنته عن الدواء، وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء، هذا مع كون المحل غير قابل ؛ إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين أو أهل بخل و لؤم، فكيف إذا كان المحل قابلا؟)) فهذا صريح في التداوي بالقرآن لداء حسي بحت، ألا و هو لدغة العقرب، كما أن التجارب شهدت بصدقه، قال ابن القيم أيضا(1/57-58):(( وأما شهادة التجارب بذلك، فهي أكثر من أن تذكر، وذلك في كل زمان، وقد جربت أنا من ذلك في نفسي و في غيري، و لا سيما مدة المقام بمكة، فإنه كان عرض لي آلام مزعجة بيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره، فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم، فكأنه حصاة تسقط جربت ذلك مرارا عديدة )).







من كل سورة فائدة "سورة البقرة "
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
باسم الله الرحمان الرحيم
مقاصدسورة البقرة
قال الله تعالى في مطلع سورة البقر:{الم
(1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)}
[البقرة : 1 ، 2]، وقال في خاتمتهاحاكيا دعاء المؤمنين أنهم قالوا:{أَنْتَ
مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
(286)} [البقرة : 286].
مطلع السورة حديث عن المتقين وخاتمتها حديث عن النصر المبين، وبين التقوى
والنصر كما بين السبب والمسبَّب، لأن المتقين هم أهل النصر، فكأنه قيل
بتقوى الله تنصرون أيها المؤمنون!
و لهذا الحكم نظائر كثيرة في كتاب الله، منها قوله تعالى:{ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }[البقرة : 194]،
وقوله:{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل : 128]،
وكل هذه الايات تنص صراحة على ان النصر مقرون بالتقوى وأن ذلك شرط فيه ، مع
ذلك يأتي المتعجلون مغمضي الأعين عنها باحثين عن النصر في غير سبيل التقوى
، فكم من عاجز عن تربية الناس على التقوى مستعجل بالحديث الطويل والعريض
عن الجهاد والنصر كانت نهايته نهاية من قيل فيه: من استعجل الشيءَ قبلاوانه
عوقب بحرمانه
ثم فصل بين مطلع السورة و نهايتها
فقد اشتملت على جميع الاحكام الشرعية التى تنال بها
الدرحةالتقوى من المعتقد السليم واركان الاسلام واحكام المعاملات من الاخلاق و البيوع واحكام النكاح و الجهاد ,,,,,,
وقد جمعها الله في اية واحدة جامعة و نص في اخرها على انها صفات المتقين
« لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى
الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ
وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ »

واذا تدبرت كل مقطع من مقاطع السورة وجدت ان الله غالبا ما ينوه بالتقوىاو ينوه به على راسها
وقد وصف في بداية السورة المتقين باقانة الصلاة و ايتاء الزكاة في قوله هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ
وختم ايات الصيام بالتقوى فقال ( تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ))
{187 ، البقرة }
و ختم ايات الحج بها فقال وَاذْكُرُواْ اللّهَ
فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ
عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ
اللّهَ}
(البقرة: 203).
و ختم ايات القصاص بها فقال وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(179). سورة البقرة
و ختم ايات الاهلة بها فقال وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
هذا وقد قص علينا في السورة قصصا كثيرة بين فيها اثر التقصيرفي التقوى في
حرمان النصر كما هو شان بني اسرائيل حيث كبت الله عدوهم و اعادهم الى
قريتهم بعد التيه و امرهم مقابل ذلك بدخولها سجدا شكرا لله تعالى
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ
فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً
وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ
الْمُحْسِنِينَ}

لكنهم بدلوا الفعل و القول فبدلا من ان يدخلوا ساجدين دخلوا زاحفين على
مؤخراتهم و بدلا من الاستغفار قالوا حبة في شعرة و الحاصل ان الله امر بنو
اسرائيل بتقواه وكان من ذلك الشكر بالقول و الفعل فخالفوا فجنوا الخذلان و
العذاب
و المعنى من هذا الكلام بيان ان السورة حين ابتدئت بذكر اوصاف المتقين و ختمت بالدعاء بالنصر ان المستحقين للنصر هم اهل التقوى
و تخللل ذلك كله تفصيل احوال المتقين بطرقة سهلة و لعله من اجل هذا بدا الله السورة بتنويه بكتابه لانه حوى بيان اسباب التقوى


مُجَاهدةُ مُخالِفِي القُرآن على تَنْزِيله و علَى تَأْوِيلهِ
أريدُ أن أُنبّهَ في هذه السّورة على بعض الفوائدِ المتعلّقة بكتابِ الله عزّ و جلّ :
الفائدةُ الأولى :

نوَّهَ الله بشأنِ كتابهِ في هذه السّورة مرّاتٍ عديدة ، و ب يَّن ما فيه
من هداية للبشريّة و إسعادٍ لحياتهم في الحال ، و ما يؤول إليه أمرُهم في
الآخرة من كرامةٍ و حُسنِ مآل ، و من ذلك أنّ الله افتتح السّورة بذكر
كتابه المُنزَّل ، فقال : ﴿ الۤمۤ . ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى للْمُتَّقِينَ ﴾ ( البقرة : 1-2 ) ، و أعاد ذكره مرّةً ثانيةً في وسط السّورة ، فقال : ﴿
قُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ و َمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا و َمَآ أُنزِلَ
إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ و َإِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ
ٱلأَسْبَاطِ و َمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَ عِيسَىٰ وَ مَا أُوتِيَ
ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ منْهُمْ وَ نَحْنُ
لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾
( البقرة : 136 )
الفائدةُ الثّانيةُ :
يُلاحَظُ في هذه السّورة أنّه كثيرًا ما يُقرَن الحديثُ عن كتاب
الله بالحديث عن الاختلافِ فيه ، و أنّ ذلك ينتج الشِّقاقَ بين النّاس ، من
ذلك ما جاء في الموضع الأوّل ، فقد ذكر الله انقسامَ النّاس في الإيمان بكتابه إلى ثلاثةِ أقسامٍ :
القسمُ الأوّلُ : هم أهل الهدى المفلحونَ ، الّذين التزموا بالكتاب ظاهراً و باطناً ، قال الله فيهم : ﴿ أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى من رَّبهِمْ وَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ ( البقرة : 5 ) .
القسمُ الثّاني : هم أهلُ الكفر ، الّذين نبذوا الكتاب ظاهراً و باطناً ، قال الله فيهم : ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ ( البقرة : 6 ) .
القسمُ الثّالث : هم أهل النّفاق ، الّذين
التزموا بالكتاب ظاهراً و كفروا به باطناً ، و هم الّذين يتظاهرون مع أهل
الإيمان بالإيمان و قُلُوبهم مع أهلِ الكفران ، قال الله فيهم : ﴿ وَ مِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَ مَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴾ ( البقرة : 8 )
و أمّا الموضعُ الثّاني ، فقد حذّرَ الله من الاختلاف في الإيمان بكلامه
المُنزّل ، و بيّن أنّ الشِّقَاقَ هو نتيجتُه الأولى ، فقال : ﴿ فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَآ آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَ إِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ﴾ ( البقرة : 137 ) .
و أكّده في الموضع الثّالث ، فقال : ﴿ وَ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ ( البقرة : 176 ) .
و اعلم أن الشّقاق المق رونَ بكلام الله في هذه الآيات يحصلُ لسبَبَين مَذْمُوميْنِ :
الأوّلُ : اختلافٌ في تنزيله ، كالّذي وقع من
المِلَلِ ، و هو الكفر الصِّرفُ ؛ لأنّه يتمثّلُ في الإيمان ببعض الحقّ
المنزّل و الكفر بالبعض الآخر ، و لم ينْجُ من هذا الكفر إلا هذه الملّةُ
الإسلاميّةُ
و لعلّه من أجل هذا افتُتِحت السّورةُ بضرورة الإيمان بالكلّ ، قال الله عزّ وجلّ في مطلَع هذه السّورة : ﴿ و ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ مَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ ﴾ ( البقرة : 4 ) ، كما خُتِمت به ، حيث قال الله عزّ وجلّ في آخرها : ﴿
آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبهِ وَ ٱلْمُؤْمِنُونَ
كُلٌّ آمَنَ بِٱللَّهِ وَ مَلاۤئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ
نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ من رُّسُلِهِ ﴾
( البقرة : 285 )
فقد بيّن الله ههنا أنّ الّذين آمنوا ببعض ما أَنزل و كفروا ببعضٍ هم
المتَسَبِّبون في افتراقِ البشريّة ، و هؤلاء هم أهل الكتاب ، و لذلك دعاهم
إلى الاتّحاد على الحقّ فأبَوْا إلاّ كُفوراً ، كما قال : ﴿قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ ﴾ الآية
( آل عمران : 64 ) ،و الثّاني : اختلافٌ في تأويله ، و هذا الّذي حصل
للفرق المسلمة الّتي خرجت عن جماعة المسلمين ببدعةٍ ما ، و كلّ من انحرف عن
الصّدر الأوّل انحرف بسبب تأويل كلام الله على غير مراد الله .
و إذا كانت مجاهدةُ من كفر بالقرآن المنزّل معلومةً ، فليُعلم أنّ مجاهدةَ
المبتدعة على تأويل القرآن مطلوبةٌ لحفظ وِحْدة هذه الأمّة
و الخلاصةُ أن الله قرََنَ بين التّنويه بكتابه و بين التّحذير من الفُرقة و
الشّقاق ؛ لأنّ ذلك يقع عند الاختلاف في الإيمان بكلامه ، حتّى ينكرَ
المخالفُ الحقّ الّذي عند غيره ، كما قال الله عزّ وجلّ : ﴿
وَ قَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَ قَالَتِ
ٱلنَّصَارَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَ هُمْ يَتْلُونَ
ٱلْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ
فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ ﴾
( البقرة : 113 ) ، كما يقع عند الاختلاف في تأويل كلام الله ، قال ابنُ تيمية في " تفسير آيات أَشْكَلت " ( 2/704 ) : "
فإنّ الأمّة اضطربت في هذا اضطراباً عظيماً و تفرّقوا و اختلفوا بالأهواء و
الظّنون بعد مُضيّ القرون الثّلاثة ، لمّا حدثت فيهم الجهميّة المشتقّة من
الصّابئة "
، ثمّ ساق بعض الآيات السّابقة ، و قال متحدّثاً عن القرآن : " و الاختلافُ فيه نوعان :
اختلافٌ في تنزيله ، و اختلافٌ في تأويله ،و المقصودُ من هذا بيانُ عِظَمُ
شأن الكتاب الكريم في وحدة الأمّة و هدايتها ، و التّحذيرُ من غَضِّ
الطَّرْفِ عن اجتماع عَقْد القلوب على ما كان عليه السّلف الأوّل ، و أنّ
الّذين انتَدَبوا أنفسهم لتبليغ النّاس معنى ما أنزل الله في القرآن صافياً
نقيًّا من تفاسير أهل البدع هم في جهادٍ عظيمٍ



السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
[size=25]سورةُ آل عِمرَانَ
المحافظةُ على الأدعيةِ المأثُورَةِ

قال الله تعالى مخبرًا عن أولي الألباب أنّهم يدعونه قائلين : ﴿رَبَّنَآ
إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ
مِنْ أَنْصَارٍ . رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي
لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ .
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ
ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ﴾
( آل عمران : 192-194 ) .
أدعيةُ القرآن و السّنّة جامعةٌ مانعةٌ ، لا يتأتّى للبشر أن ينسُجوا على
مِنوالها ؛ لأنّها وحيٌ ، و مهما تأمّلتَ في أدعية البشر من رونقٍ و جمالٍ و
حسن أداءٍ و تأثيرٍ ، فإن الخلل مصاحبُها مصاحبة النّقص للبشر ، و من
أطلعه الله على ما أودع من حِكمٍ وقواعدَ في أدعية القرآن والسّنّة أدرك
لأوّل وهلةٍ أنّ هذا من تنزيل حكيمٍ عليمٍ ، و هذه الآيات من سورة آل عمران
مثالٌ قرآنيٌّ على ذلك ، قال ابن القيّم في ” بدائع الفوائد ” ( 2/434-435
) :
” و الشّرُّ المستعاذ منه نوعان :
أحدهما : موجودٌ يطلب رفعه .
والثّاني : معدومٌ يطلب بقاؤُه على العدم و أن لا يوجد .
كما أنّ الخيرَ المطلقَ نوعان :
أحدهما : موجودٌ فيطلب دوامه و ثباته و أن لا يُسْلَبَه .
والثّاني : معدومٌ فيطلب وجوده و حصوله .
فهذه أربعةٌ هي أمّهات مطالب السّائلين من ربّ العالمين ، وعليها مدارُ
طلباتهم ، وقد جاءت هذه المطالب الأربعةُ في قوله تعالى حكايةً عن دعاء
عباده في آخر آل عمران في قولهم :﴿رَّبَّنَآ
إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ
بِرَبكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ كَفِّرْ
عَنَّا سَيئَاتِنَا﴾
( آل عمران : 193 ) ، فهذا الطّلبُ لدفع الشّرّ الموجود ؛ فإنّ الذّنوبَ و السّيِّئاتِ شرٌّ كما تقدّم بيانه ، ثمّ قال :﴿وَ تَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ﴾، فهذا طلبٌ لدوام الخير الموجود ، و هو الإيمان حتّى يتوفّاهم عليه ، فهذان قسمان ، ثمّ قال :﴿رَبَّنَا وَ آتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ﴾( آل عمران : 194 ) فهذا طلبٌ للخير المعدوم أن يؤتيهم إيّاه ، ثمّ قال :﴿وَ لاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ﴾، فهذا طلب أن لا يوقع بهم الشّرَّ المعدوم ، و هو خِزي يوم القيامة ، فانتظمت الآيتان للمطالب الأربعة أحسنَ انتظامٍ
فإذا عُرِف هذا ، فقوله في تشهّد الخُطبة : ( و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا )
(1) يتناول الاستعاذةَ من شرّ النّفس الّذي هو معدومٌ ، لكنّه فيها
بالقوّة ، فيسأل دفعَه و أن لا يوجدَ ، و أمّا قوله من سيّئات أعمالنا ) ، ففيه قولان : أحدُهما
أنّه استعاذة من الأعمال السّيِّئة الّتي قد وُجدت ، فيكون الحديث قد
تناول نوعي الاستعاذة من الشّرِّ المعدوم الّذي لم يوجد ، و من الشّرّ
الموجود ، فطلبَ دفعَ الأوّل و رفعَ الثّاني ،
و القولُ الثّاني أنّ سيّئات الأعمال هي عقوباتها و موجباتها السّيّئة
الّتي تسوءُ صاحبَها ، و على هذا يكون من استعاذة الدّفع أيضًا دفعُ
المسبّب ، و الأوّلُ دفعُ السّبب ، فيكون قد استعاذ من حصول الألم و أسبابه
، و على الأوّل يكون إضافة السّيّئات إلى الأعمال من باب إضافة النّوع إلى
جنسه ؛ فإنّ الأعمال جنسٌ و سيّئاتها نوعٌ منها ، و على الثّاني يكونُ من
باب إضافة المسبّب إلى سببه ، و المعلول إلى علّته ، كأنّه قال : من عقوبة
عملي ، و القولان محتملان والقولان في الحقيقة متلازمان والاستعاذةُ من
أحدهما تستلزم الاستعاذةَ من الآخر ” . ثمّ قال : ”
و لمّا كان الشّرّ له سببٌ هو مصدرُه ، و له موردٌ و منتهى ، و كان السّبب
إمّا من ذات العبد ، و إمّا من خارجه ، و موردُه و منتهاهُ إمّا نفسه ، و
إمّا غيرُه ، كان هنا أربعةُ أمورٍ:
شرٌّ مصدره من نفسه ، و يعود على نفسه تارةً ، و على غيره أخرى ، و شرٌّ
مصدره من غيره ، و هو السّببُ فيه و يعود على نفسه تارة ، و على غيره أخرى ،
جمع النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم هذه المقامات الأربعة في الدّعاء الّذي
علّمه الصّديقَ أن يقوله إذا أصبح و إذا أمسى و إذا أخذ مضجعه :
( اللهمّ فاطرَ السّموات و الأرض ، عالمَ الغيب و الشّهادة ، ربَّ كلِّ
شيءٍ و مليكَه أشهد أن لا إله إلاّ أنتَ ، أعوذ بك من شرّ نفسي و شرّ
الشّيطان و شِركه ، و أن أقترف على نفسي سوءًا أو أجرّه إلى مسلم )
(2)
، فذكر مصدري الشّرّ و هما النّفس و الشّيطان ، و ذكر مورديه و نهايتيه ، و
هما عَودُه على النّفس أو على أخيه المسلم ، فجمع الحديثُ مصادر الشّرّ و
موارده في أوجز لفظٍ و أخصره و أجمعه و أبينه ” .
و أمّا من السّنّة فقد كان النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم حريصًا على ألاّ
يستبدل أصحابه رضي الله عنهم حرفًا من أدعيتهم بحرف من أدعيته ، و هم من هم
، ففي الصّحيحين عن البراء رضي الله عنه قال : قال النّبيّ صلّى الله عليه
و سلّم : ” إِذا أتيتَ مَضجَعَكَ فتَوَضَّأْ
وُضوءَكَ للصّلاةِ، ثمَّ اضْطَجِع على شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثمَّ قُلْ :
اللّهمَّ أَسْلمتُ وَجهي إِليكَ ، و فَوَّضْتُ أمري إِليكَ ، و أَلجَأتُ
ظَهرِي إِليكَ ، رَغبةً و رهبةً إِليكَ ، لا مَلْجَأ و لا مَنْجى منكَ
إِلاّ إِليكَ ، اللّهمَّ آمنتُ بكِتابكَ الذي أنْزَلتَ ، و بِنَبِيِّكَ
الّذي أَرسلتَ ، فإِنْ متَّ مِن لَيلَتِكَ فأنتَ على الفِطْرةِ ، و
اجعلهنَّ آخِرَ ما تتكلّمُ به ، قال : فردَّدْتُها على النبيِّ صلّى الله عليه و سلّم ، فلمّا بَلغتُ : اللّهمَّ آمنتُ بكتابِكَ الّذي أنزلتَ ، قلتُ : وَ رسولِكَ ، قال : لا ! و نبيِّكَ الذي أرسلتَ ”

و ما دمنا في باب بيان ما في الأدعية المأثورة من كمالٍ ، فإنّني أحببت أن
أتحف القارئ بما في هذا الدّعاءالنّبويّ من المعاني العالية و القواعد
الغالية ، فقد حاول بعض أهل العلم استنباطَها ، كلٌّ بما فتح الله عليه ،
منهم الحافظُ ابنُ حجرٍ في ” فتح الباري ” ( 11/110-112 ) و قد تلخّص من أقوالهم من الفوائد ما يأتي :
1 - في الجمع بين الوُضوء و هذا الدّعاء إشارةٌ إلى الجمع بين الطّهارتين : البدنيّة و القلبيّة ؛ فالوضوء للطّهارة البدنيّة ، و الذّكر للطّهارة القلبيّة ،
2 – لمّا كان التّوحيدُ أفضل الذّكر فقد جمع هذا
الدّعاء أصول الإيمان السّتّة ، كما نبّه عليه الكِرماني ، و هي الإيمان
بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شرّه ، وهذا
تفصيله المختصر :

- فالإيمان بالله واضحٌ من النّداء : ” اللهمّ ” .
- و الإيمان بالكتب في قوله : ” آمنتُ بكتابك ” .
- و الإيمان بالملائكة في قوله : “ الّذي أنزلتَ ” ؛ لأنّ الملَك هو الّذي ينزل بكلام الله كما هو معلومٌ ، قال تعالى : ﴿ وَ إِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ﴾ ( الشّعراء : 192-193 ) .
- و الإيمان بالرّسل في قوله : ” و نبيّك الّذي أرسلتَ ” ، و يظهرُ هنا فائدة عدم تبديل لفظة ( نبيّك ) بلفظة ( رسولك )
كما وقع للبراء ؛ لأنّه – زيادةً على ما قيل في التّفريق بين النّبيّ و
الرّسول – فإنّ الملَك لا يدخل تحت اسم النّبيّ ، لكنّه يدخل تحت اسم
الرّسول ، كما جاء في التّنزيل كثيرًا ، منه قوله تعالى : ﴿ ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ ( الحجّ : 75 ) ، قاله ابنُ بطّال .
- و الإيمان باليوم الآخر في قوله : ” رغبةً و رهبةً إليك ” ، فالرّغبة إلى الجنّة و الثّواب ، و الرّهبة من النّار و العقاب .
- و الإيمان بالقدر في قوله : ” لا ملجأَ و لا منجى منك إلاّ إليك ” ، نبّه على هذين الكِرماني .
3 – في الحديث إسلام الظّاهر والباطن لله ، أي الخلوص من الكفر و النّفاق ؛ و ذلك في قوله : ” اللّهمّ أسلمتُ وجهي إليكَ ” ، و في روايةٍ عند البخاري : ( 7488 ) : ” اللّهمّ أسلمتُ نفسي إليك ، و وجّهتُ وجهي إليك ” ، فهما على هذا جملتان ، وقد جعل بعض أهل العلم النّفس هنا على معنى الذّات ، و الوجه على معنى القصد والنيّة ؛ كما قيل :
أستغفرُ الله ذنبًا لستُ محصيه ….. ربَّ العباد إليه الوجهُ و العملُ
4 – في الحديث إشارة إلى التوكّل على الله ، و للتوكّل ركنان : الحسّ و المعنى ، فتفويض الأمر المعنويّ لله في قوله : ” و فوّضتُ أمري إليكَ ” ، و تفويض الحسّي في قوله : ” و ألجأتُ ظهري إليك ”
5- في الحديث أركان العبادة الثّلاثة : الرّجاء و الخوف و الحبّ ، فأمّا الرّجاء ففي قوله : “رغبةً ” ، و أمّا الخوف ففي قوله : ” رهبةً ” ، و أمّا الحبّ ففي قوله : ” لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك ” ؛ فإنّه لا يُلجأ إلاّ إلى محبوبٍ ، لا سيما و أنّه لا يفرُّ مؤمنٌ من الله إلاّ إليه .

6 – في اشتمال هذا الذّكر على كلّ ما يجب الإيمان
به ، و على إسلام الظّاهر و الباطن لله ، و تفويض الأمر الحسّّي و
المعنويّ له ، تفسيرٌ لقوله صلّى الله عليه و سلّم فيه : “ فإن متّ من ليلتك فأنت على الفطرة ” ؛ فإنّ الفطرة هي الدّين الإسلاميّ .
هذا نموذجٌ حديثيٌّ من الأذكار المأثورة ، و ذاك نموذجٌ قرآنيٌّ ، فانظر
إلى معانيها الشّريفة الّتي اشتملت عليها ، و لئن اجتمعت الإنس و الجنُّ
على أن يأتوا بمثله لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرًاو من أعظم
فوائد هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم منع البراء من أن
يغيّر لفظًا واحدًا من ألفاظ دعائه هذا ، مع أنّ التّغيير كان بين لفظتين
قريبتي المعنى ، فقد قال البراء : قلت : و رسولك الّذي أرسلت ، فاعترض عليه
الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و قال له : “ لا ! و نبيّك الّذي أرسلت ” ، فكيف يجترئ أحدٌ بعد هذا ليخترع للنّاس الأذكار ؟!!
إنّ الأعداد الواردة كالذّكر عقب الصّلوات إذا رُتّب عليها ثوابٌ مخصوصٌ
فزاد الآتي بها على العدد المذكور لا يحصل له ذلك الثّواب المخصوص ؛
لاحتمال أن يكون لتلك الأعداد حكمةٌ وخاصّيّةٌ تفوت بمجاوزة ذلك العدد … و
قد مثّله بعض العلماء بالدّواء يكون مثلا فيه أوقِيَّة سكّر ، فلو زيد فيه
أوقيّةٌ أخرى لتخلّف الانتفاع به و قد نبّه أهل العلم على ضرورة القناعة
بالألفاظ النّبويّة الواردة في الأذكار ؛ لأنّها شريعةٌ لنا و استدلّوا
زيادةً على ما مضى بما رواه مسلم (2137 ) عن سمرةَ بن جُندب قال : قال رسول
الله صلّى الله عليه و سلّم : ” أحبّ الكلام إلى الله أربعٌ : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، لا يضرّك بأيّهنَ بدأتَ” ، و موضع الشّاهد من الحديث هو قوله صلّى الله عليه وسلّم : ”لا يضرّك بأيّهنَ بدأتَ ” ،
فدلّ بمنطوقه على التّقيّد بالكلام الّذي يحبّه الله من غير زيادةِ لفظةٍ
عليه و لا نقصانٍ إلاّ ما ورد به الدّليل ؛ لأنّ الرّسول صلّى الله عليه و
سلّم أخبر أنّ الله يحبّ هذه الكلمات بعينها ، و المؤمن لا يختار لنفسه غير
ما اختار الله له و رسوله ؛ لأنّ الله يقول :
﴿وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَ
رَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾
(
الأحزاب : 36 ) و أمّا دعاء المرء لنفسه بما شاء من حاجاته الّتي لا تكاد
تنحصر فلا شكّ في جوازه ما لم يصحبه محظورٌ شرعيٌّ ؛ لأنّ الله قال :﴿وَ قَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾
( غافر : 60 ) ، و بشرط أن لا يجعل ما جرّبه من أدعيةٍ مخترعة سنّةً لنفسه
و لا لغيره ، و لو وجد فيها صاحبُها نوعَ استجابةٍ و تأثيرٍ ؛ لأنّ
التّجربة ليست من مصادر الشّريعة ، و لا يجوز أن يقال : هذا دعاءٌ مجرّبٌ
بُغيةَ ترتيبه للنّاس ؛ لأنّ الله لم يأذن لأحدٍ أن يشرَع لأحدٍ بعد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ، و قد قال : ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ منَ ٱلدينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ ﴾ ( الشورى : 21 )











[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
PriNcE DweDaR
عضو فضى
عضو فضى
PriNcE DweDaR


المهنة : فوائد عظيمة من معظم السور  Studen10
المزاج : فوائد عظيمة من معظم السور  8010
الدولة : فوائد عظيمة من معظم السور  Egypt10
النوع : ذكر
مشاركات : 363
تاريخ التسجيل : 11/11/2012

فوائد عظيمة من معظم السور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: فوائد عظيمة من معظم السور    فوائد عظيمة من معظم السور  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 13, 2012 1:16 pm

سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگ آلمميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامح
مراقب عام
مراقب عام
سامح


المهنة : فوائد عظيمة من معظم السور  Player10
المزاج : فوائد عظيمة من معظم السور  510
الدولة : فوائد عظيمة من معظم السور  Egypt10
النوع : ذكر
مشاركات : 70
تاريخ التسجيل : 26/10/2012
العمر : 35

فوائد عظيمة من معظم السور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: فوائد عظيمة من معظم السور    فوائد عظيمة من معظم السور  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 13, 2012 4:05 pm


دمت متألق.........
ومن تميز لأميز
تقبل أرق التحايا كرقتك
وأستمر وأنتَ مبدع دائماً..





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
PriNcE DweDaR
عضو فضى
عضو فضى
PriNcE DweDaR


المهنة : فوائد عظيمة من معظم السور  Studen10
المزاج : فوائد عظيمة من معظم السور  8010
الدولة : فوائد عظيمة من معظم السور  Egypt10
النوع : ذكر
مشاركات : 363
تاريخ التسجيل : 11/11/2012

فوائد عظيمة من معظم السور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: فوائد عظيمة من معظم السور    فوائد عظيمة من معظم السور  I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 16, 2012 5:24 pm

پآرگ آلله فيگ آخي آلآفضل و سلمت آنآملگ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فوائد عظيمة من معظم السور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ايات عظيمة
» هبوط معظم البورصات الخليجية اليوم ومؤشر الكويت يتراجع 4-11-2012
» اشراقات قرانية عظيمة ورائعه
» بشرى عظيمة لمصلى الفجر
» فوائد القران

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سلاش نت :: منتديات سلاش الاسلامى :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: