حكم الفتوى بغير علم
س هناك من يفتي بغير علم ، ما حكم ذلك ؟
ج هذا
العمل من أخطر الأمور وأعظمها إثمًا ، وقد قرن الله سبحانه وتعالى القول
عليه بلا علم ، بالشرك به ، فقال تعالى { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ
بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ
سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } ( سورة
الأعراف ، الآية 22 ) . وهذا يشمل القول على الله في ذاته أو صفاته أو
أفعاله أو شرائعه ، فلا يحل لأحد أن يفتي بشيء حتى يعلم أن هذا هو شرع الله
- عز وجلّ - وحتى تكون عنده أداة ومَلكة يعرف بها ما دلت عليه النصوص من
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحينئذ يفتي . والمفتي معبّر عن
الله عز وجل ومبلّغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإذا قال قولاً وهو
لا يعلم أو لا يغلب على ظنه - بعد النظر والاجتهاد والتأمل في الأدلة -
فإنه يكون قد قال على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، قولا بلا علم
،فيتأهب للعقوبة ، فإن الله عز وجل يقول { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ
افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ
اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } .
الشيخ ابن عثيمين
* * *