حـينما يعـيش الـشاب أو الـفـتـاة قـبـل الـزواج حـلم السعـادة المحـضـة
الخالية من كل ما ينغـص أو يكـدر فـإن ذلك من أكبر أسباب الحــرمـان
من السـعادة .
لـذا ينبغي أن يدرك كل مقـبل عـلى الـزواج أنه مـن الطـبيعي حــصــول
شـيـئ مـن الخـلافـات بـالـقـدر الـمعـقـول بـين الـزوجـين ، وهـذا ما لـم
تخـلو منه بيـوت نبينا محمد صلى الله عـليه وسلم . فـقـد غـضب عـلى
نسائه واعـتزلهـن شهـراً ومنهـن عـائـشـة . رضـي الله عــنها . وهــي
أحـبهـن إليه !!
حـتى إن عـلماء الاجـتماع يقـولون إن الـبيت الـذي يخـلو من الخـلافـات
تماماً بيت فـية مـشكـلة !!
بـل قـال بعـضهـم : إن الخـلافــات هـي مـلـح العـلاقـة الـزوجـية ، فـعـدم
وجـودهـا يـفـقــد الحـياة الـزوجـية طـعــمهـا ، كـمـا أن كـثرتهـا تـفـســد
الحـيـاة الـزوجـيـة .
إذا عـلمنا هــذا وجـب عـلـينا إزالة الـصورة الـذهـنية الـمـرتـسـمـة فـــي
الأذهــان قــبــل الـــزواج عــن حـياة مـثالية وفـردوسية ، ووجـب عـلينا
أن نسعـى لـتـلافــي تـفـاقـــم الـمـشـاكــل ، ونحــرص عــلى إصـلاحــها ،
ونـتغـاضـى عــن الـيسـير مـنها.
بـذلك نكـون اتفـقـنا أنه لا سعـادة بعـد الزواج لمن يحلم بسعادة محضة .
بعـد هـذا الاتـفـاق سـنسعى . أنا وأنـتـما . مـن خـلال هـذه الـرسـالة إلـى
تحـقـيـق أعــلى مـراتـب الـسعـادة الممكـنة بــإذن الله .
وقـبـل نهاية الـموضوع ( ايضاح ) :
إن الـزواج لايكـون جـنة إلا بأيديكم ، ولايكون جحـيماً إلابأيديكم ، ولـكـم
أن تخـتـاروا كـيـف تـريـدون أن يـكــون زواجـكـم ... نعـيماً أو جحـيماً .
نستعـن بالله ولنبدأ ســويــاً ...