عـن أنـس بن مالك رضي الله عـنه أن رجلاً كان عـند النبي صلى الله عـليه وسلم،
فـمر به رجـل فـقـال : يا رسـول الله إنـي لأحـب هـذا فـقـال له الـنبي صـلى عــليـه
وسـلم:( أعـلمته ) قـال لا قـال : ( أعـلمـه ) قـال : فـلحـقه فـقـال إني أحـبك في الله
فـقـال : أحـبـك الــذي أحـببتـني لـــه .
إذاً كان حـب الرجـل المسـلم لأخيه منـدوباً إلى إظهاره،ومشروعـاً له إخـباره بـه :
بــل والمبادرة إلى ذلك وعـدم تأخيره إذ جاء في احـدى روايات الحديث عـند الإمام
أحمد: ( قـم فـأعــلمه) : لما فـي ذلـك من إدخال الـسـرور ، وجمع القـلوب المؤمنة
عـلى قـلـب واحــد، إذا كان الأمر كـذلـك فـإن مشروعـية إخـبار أي مـن الـزوجـــين
للآخـر بـحـبه لـه من بـاب أولى ، لأن في ذلك تحـقـيقاً لما شرع له الارتباط بينهما
مـن الألـفـه ، ولأن الإسـلام يـسـعـي إلى تـوثـيـق أواصـرهـا ، وفـي ذلـك كـمـا فـي
غـيره إزالة ما قـد يـكـون فـي الـنـفـس مـن عـتب أو نـقـص حـب ونحـوه، ويــزداد
الـترابـط بينهـما وتـتـقـارب قـلـوبهـما ، لأن الـشـيطان كـثيراً ما يـفـسر لأحـــــــــد
الـزوجــين بعــض تـصرفـات الآخـر عـلى أنها نابعــة مـن عــدم الـمحـبة لـــه.
فــأخـــبرهــــا بــالـحـــب وأخـــبريــــه .
ويـنبغي ألا يـكـون كـلامـاً مجـرداً ، اعـتماد، أو اعـتادت سماعه حتى صار روتينياً
لا معـنى له، بل يكون نابعـاً من القـلب ليدخـل القـلب وليكن في الأوقـات المناسبة،
وبعـبارات عـاطـفـية ، ومـتنوعـة مـصحـوبة بالابتسامة الحـانية، والنظرة الدافـئة.
ولـنتأمـل معـاً هــذا الحـــديــــث :
عـن عـمـر بن العـاص رضي الله عـنه أن الـنبي صـلى الله عـليه وسـلم بعـثه عـلى
جـيش ذات السلاسل ، قال: فأتيته فـقـلت: أي الناس أحب إليك ؟ قال : ( عائشة ) ،
قـلت : من الرجال ؟ قـال : ( أبـوهـا ) ، قـلت ثم مـن؟ قال : ( عـمـر )، فـعـد رجـالاً
فـسـكــت مـخـافــة أن يجعــلــني فــي آخــــرهــــــــــم .
فـلـئن كـان القائـد الشجاع يعـينه هـذا ، فـلأن يعـني الزوجـين من باب أولى ، ثم إن
رسـول الله صـلى الله عــليه وسـلم لـم يجـد أدنـى حـرج فـي التصريح بحـبه لزوجته
عـــائــشـــة رضـــي الله عــنهــــا.